الأسلام - فعل ماضي
الرسول الذي أكد الموروث الأسلامي / حصرا ، أنه جاء قبل أكثر من 14 قرنا ( بُعث
محمد بالنبوة في يوم الاثنين السابع و العشرين من شهر رجب قبل الهجرة النبوية
المباركة بثلاثة عشر عاما ، و بعد عام الفيل بأربعين عاماً ، و بعد الميلاد بـ 610
سنة - نقل بتصرف من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ) ، جاء محملا برسالته وقرأنه ،
ومن خلال الأطلاع على بعض الأدبيات الأسلامية ، رأينا أن كل الذي نقل عنهما /
الرسول والأسلام ، لاحظنا مؤشرات أشادة وتعظيم و صب هالة من القداسة على الأثنين
معا ، فكل المواقع الأسلامية تعظم من مكانة رسول الأسلام ، وبنفس الوقت تعظم من شأن
الأسلام ودوره في العالم كعقيدة وكرسالة ، فقد جاء في موقع / صيد الفوائد ، نقل
بتصرف التالي ( بعثة رسول كريم ونبي طاهر جليل أشد والله من حاجتهم إلى أكل ما
يأكلون وشرب ما يشربون ، هم بحاجة وربي إلى من يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم
، وينقذهم من غياهب الظلم إلى معالم العدل ، فكانت الرحمة والهبة والمنة من الرحمن
الرحيم ببعثة أرحم الخلق أجمعين محمد ، فأشرقت الأرض بهذه الرسالة بعد ظلمتها ،
واجتمعت الأمة بعد شتاتها ، والتأمت بعد جراحاتها .. ) ، سأتناول فيما يلي موضوعا
مفاده ، هل بالأمكان أستمرار حقبة أسلام محمد ، أم أن هذه المرحلة " كانت ثم مضت
بموت الرسول " ! .
القراءة :
1 . لو أخذنا موضوعا واحدا فقط كمثال ، مما كان عليه نهج وتعامل الأسلام مع الأسرى
في زمن الحقبة المحمدية ، لذهلنا ! . فالرسول الذي نزلت بحقه أيات تدل على عظمته
ومنزلته ومكانته وتميزه ، منها ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الأنبياء ) ، ومنها أيضا ، الحديث التالي : " عن أبي
هريرة قال : قال رسول الله ( فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، نصرت
بالرعب مسيرة شهر ، أحلت لي الغنائم ، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، أرسلت إلى
الخلق كافة ، ختم بي النبيون ) رواه مسلم " . ولكن محمد ورسالته كان يسير في نهج
بعيدا عن ما وصف به من توصيف سام وتبجيل مميز ، فمثلا في " موضوعة الأسرى " ، كانت
معاملتهم شنيعة فضيعة قاسية ، فيحدثنا موقع / مركز الفتوى ، حول هذا الشأن بما يلي
، نقل بتصرف ( وأما الأسرى في معارك المسلمين مع الكافرين فأمرهم متروك للسلطان
بحسب مصلحة الأمة ، قال ابن القيم في زاد المعاد ثبت عن الرسول في الأسرى أنه قتل
بعضهم ، ومنَّ على بعضهم ، وفادى بعضهم بمال ، وبعضهم بأسرى من المسلمين ، واسترق
بعضهم ، ولكن المعروف أنه لم يسترق رجلا بالغا ، فقتل يوم بدر من الأسرى عقبة بن
أبي معيط وبن الحارث .. ، وقتل من يهود جماعة كثيرين من الأسرى.. قال ابن عباس :
خير الرسول في الأسرى بين الفداء والمنِّ والقتل والاستعباد ..) ، أما ما حصل مع
أسرى يهود بني قريظة / تحديدا ، فهي مذبحة يندى لها الجبين ، وهذا ما حدثنا عنه
موقع / مركز الأبحاث العقائدية – نقل بأختصار وتصرف (( حقيقة القصّة المروية في بعض
كتب السيرة : أنّ النبيّ استشار الصحابي " سعد بن معاذ " في كيفية التعامل مع أسرى
من اليهود في غزوة الخندق ، فقال سعد : نقتل رجالهم ، ونسبي النساء ، وأنّ الذي لم
ينبت - أي لم يظهر شعر العانة لديه - كان حكمه حكم الذرّية ، أي : ممّن يصيرون
مماليك بالسبي ولا يُقتلون ، وأمّا من لم يشكل أمر بلوغه ، فإن كان أُسر قبل تقضّي
القتال فالإمام فيه بالخيار بين القتل وقطع الأيدي والأرجل ويتركهم حتّى ينزفوا ..
والروايات في ذلك تنصّ على أنّه أمر بـ( قتل المقاتلة ) ، (لاحظ : المقاتلة! ) ، و
( سبي الذرّية والنساء) ، و ( أخذ الأموال ) . )) ، وبعد الحكم قال الرسول لسعد (
قد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبعة أرقعة - والرقيع من أسماء السماء -
/ نقل من موقع أهل الحديث ) . 2 . أما الأن فهناك أتفاقيات تنظم وضع الأسرى ،
كأتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب ، المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949 ، فقد OHCHR ،
حول المادة 13 التالي ( يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية . ويحظر أن تقترف
الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها ، ويعتبر
انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية . وعلي الأخص ، لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه
البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية
للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته ، وبالمثل ، يجب حماية أسرى الحرب ، وعلي الأخص
ضد جميع أعمال العنف أو التهديد ، وضد السباب وفضول الجماهير . وتحظر تدابير
الاقتصاص من أسرى الحرب .) ، أما المادة 14 ، فتنص على ( لأسرى الحرب حق في احترام
أشخاصهم وشرفهم في جميع الأحوال . ويجب أن تعامل النساء الأسيرات بكل الاعتبار
الواجب لجنسهن . ويجب علي أي حال أن يلقين معاملة لا تقل ملاءمة عن المعاملة التي
يلقاها الرجال . يحتفظ أسرى الحرب بكامل أهليتهم المدنية التي كانت لهم عند وقوعهم
في الأسر . ولا يجوز للدولة الحاجزة تقييد ممارسة الحقوق التي تكفلها هذه الأهلية ،
سواء في إقليمها أو خارجه إلا بالقدر الذي يقتضيه الأسر . ) . هكذا تنظم الدول
المتحظرة شأن ووضع الأسرى، وضعا ومعاملة وشأنا ! .
3 . أذن الأسلام ليس هو الحل ، وأنه صالح في كل زمان ومكان ، الذي يطبل له رجال
وشيوخ الأسلام ، ومنهم : عبد الدائم الكحيل ، الذي يقول في موقعه ( أن الإسلام هو
الحل لكل المشاكل ، كمشاكل الاقتصاد ومشاكل المجتمع وهو الحل أيضا لكل مشاكل
السياسة .. ) ، ولو كان الأسلام هو الحل لطبقت الدول العربية أولا ، ما أمر " سعد
بن معاذ " ، في حكمه على يهود بني قريضة من ( قتل للأسرى وسبي للنساء وأستعباد
للأخرين .. ) ، وبهذا الصدد ، خاصة في موضوعة أستعباد الأخرين ، نقول ما هذا
التناقض بين حكم سعد بن معاذ وبين مقولة عمر بن الخطاب ( متى استعبدتم الناس وقد
ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ) ، أذن هناك عدم توازن في الموروث الأسلامي ، من جانب
يؤمر بأستعباد الناس ومن جانب أخر يحرمونه !! . 4 . قال أبي بكر الصديق ، وقت وفاة
الرسول ( أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ
مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ ) . أرى /
مما سبق ، أن يفهم المسلمين أن محمدا قد مات ، وأن الحقبة المحمدية أنتهت بموته وأن
يفهموا أيضا أن الرسول والأسلام المحمدي أصبحا " فعل ماضي " ، اني لا أقول بنهاية
الأسلام ، ولكن أن الضرورة المنطقية و العقلانية تحتم علينا بأن نعترف أن النسخة
العقائدية لأسلام محمد قد أنتهت ، لأختلاف ظروف الزمان والمكان وتطور العقل الجمعي
للمجتمع ، فما كان صالحا في زمن الرسول لا يمكن أن يطبق بعالم القرن 21 ، ويجب على
شيوخ الأسلام أن يؤمنوا بالتطور التأريخي للمجتعات ، وأن التقوقع في جلباب الماضي
سيقزمها ، وأذكر هنا بقول المفكر عبد الرحمن منيف ، الذي يبين ( أن العرب أمة تعيش
في الماضي وان التاريخ يلهمها أكثر ممن يعلمها في الواقع لذلك فهي لاتحسن التعامل
مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها ) .
الخاتمة :
نعم أن الأسلام " فعل ماضي " ، لا يمكن أن يتجانس أو يتلاءم بأي شكل من الأشكال مع
الفكر الأنساني والعقل المجتمعي لعالم اليوم ، ولكن يجب علينا ، ويتحتم علينا فكريا
وعقائديا ، أن نعترف وأن نبين ، بأن نسخة " أسلام محمد " قد رجعت الأن ، مرتدية
لبوس جديد ، تطبق ما كان يطبق وقتئذ ، من قتل وصلب وسحل وحرق للأسرى ومن سبي للنساء
وأغتصاب للفتيات ، وهدم للممتلكات ونهب وتدمير للحضارات / أثار وصروح ، و تفجير
المراقد الدينية ومن تكفير للأخرين .. كل هذا يتم بأسم محمد وتحت صيحات " الله أكبر
" ، أن " أسلام محمد " رجع متلبسا رداء القاعدة وداعش وباقي المنظمات الأرهابية
والجماعات التكفيرية والجهادية ، رجع بأبشع وأفظع صورة .. وهذا الذي يجب أن تعمل
عليه الدول ، لألغائه من قواميس الحياة