اله الاسلام خير الماكرين
يقول مؤلف القرأن : " ومكروا ومكر الله و الله خير الماكرين ! "
يعرّف المكر في معاجم اللغة العربية انه الخديعة والاحتيال .
والمكار يعتبره بعض العلماء من اسماء الله الحسنى حسب تفسير الطبري
و المعروف ان اشهر من وصف بالمكر و المكار هو الثعلب الذي يتحايل لأصطياد فريسته
بالخدع .
جاءت الاية الخاصة بالمكر : " ومكروا ومكر الله و الله خير الماكرين اذ قال الله يا
عيسى اني متوفيك ورافعك اليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين
كفروا الى يوم القيامة " ال عمران 55
" لوصف خبث و تآمر اليهود لقتل عيسى بن مريم غيلة ، فوصِفَ تآمرهم و تخطيطهم الخبيث
والقبيح مكرا حسب القرآن ، ولكن عندما استخدم اله القرآن كلمة مكرا لوصف عمله
المضاد تجاه اليهود غيّر مفسروا القرآن المعنى الى عمل غير قبيح بل هو تدبير الله
الحسن ضد مكر اليهود الخبيث . بينما الكلمة نفسها و الفعل هو المكر نفسه لم يتغير .
بل وصفه القرآن ب خير الماكرين .
فهل يستخدم اله الاسلام الحيلة والخداع مع اليهود بايقاع شبه عيسى على رجل يهودي من
الذين تآمروا بخبث لقتل عيسى المسيح ؟ هل يحتاج الله ممارسة الحيّل و الخداع والمكر
لايهام اليهود ان من سيتم صلبه هو عيسى بينما هو رجل آخر ، و عيسى قد رفعه الله من
بينهم حيّا دون ان يشعروا .
لم يوضح مؤلف القرآن من هو الرجل الذي اوقع الله شبه عيسى عليه، و ترك الموضوع
غامضا كالعادة يجتهد فيه المفسرون .
نجحت حيلة ومكر اله الاسلام ، فتم ما اراد وقتل الرجل اليهودي المجهول صلبا بدلا عن
عيسى . ورفع عيسى حيا بجسده الى السماء لرفعة مكانته عند الله .
فكان فعلا خير الماكرين ، لأنه لم يمكر و يخدع اليهود فقط بل خدع هذا الاله الماكر
ملايين البشر من اتباع المسيح منذ وقت صلب البديل المزعوم والى يوم القيامة ، لأن
المسيحيين يعتقدون انهم يمجدون مسيحهم المصلوب ويحيون ذكرى صلبه بينما المصلوب هو
رجل مجرم غير عيسى بل شبيهه .... ما ذنب اتباع المسيح ليخدعهم اله الاسلام ؟ هل
هناك اكثر مكرا من هذا الإله ؟
لا يزال المسلمون مقتنعين بمكر الله و خدعته للمسيحيين بأنهم وقعوا تحت تاثير مكر
الله الى اليوم . فهل يستحق مثل هذا المكار ان يعبد ك اله ؟ وهل المكر والخداع هو
من اعمال الله ؟
يقول الطبرسي مفسر القرآن : مكرُ الله وان كان قبيحا فانه اضافه الله لنفسه لمزاوجة
الماكرين بمجازاتهم لقبحهم . الطبرسي يفسر مكر الله انه قبيح و يزاوجه بمكر اليهود
!!
نتسائل ان كان المكر من صفات الله واسماءه الحسنى . فلما لا يسمي المسلمون ابنائهم
عبد المكار و عبد المذل اسوة بعبد الفتاح وعبد القهار و عبد الجبار .
هل يقبل المسلمون ان يطلق على نبيهم محمد اسم المكّار ، من المؤكد انهم يرفضون هذا
اللقب عليه ، فكيف يرضوه على الههم ؟
يفسر كتاب بيان السعادة في مقامات العبادة للجنابذي كلمة مكر بالتعبير التالي :
" المكر هو اخفاء المقصود و اظهار غيره للعجز عن امضاء المقصود جهارا "
فهل مكر اليهود عملا خبيثا ، ومكر الله تدبيرا حكيما ؟ الا يوجد بديلا لكلمة مكر
الله... بل يزيدها مؤلف القرآن تأكيدا بقوله ان الله خير الماكرين للتثبيت والتوكيد
.
مفسر آخر يقول لا يجوز اطلاق المكر على الله الا من باب المشاكلة لكون المكر منه
عدلا ومن غيره ظلما !!! وهكذا يتم لوي عنق الكلمة لتفسيرها بطريقتين متناقضتين .
لنبين حقيقة المكر نورد حديث صحيح لنبي الاسلام و المسلمين محمد يقول فيه :
: ربي اعنّي و لا تعن عليّ ، و انصرني و لا تنصر عليّ ، و امكر لي و لا تمكر عليّ
"
لماذا يفرق نبي الاسلام هنا بين مكر و مكر . يريد من ربه ان يمكر له بالصالح و لا
يمكر عليه بالطالح و بالشر! يمكر له و لا يمكر عليه !!! هل يمكر الله بطريقتين
مختلفتين ؟
فعلا انه خير الماكرين .